رابطة محبي الشاعر الكبير / عبدالله منصور



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

رابطة محبي الشاعر الكبير / عبدالله منصور

رابطة محبي الشاعر الكبير / عبدالله منصور

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
رابطة محبي الشاعر الكبير / عبدالله منصور

أبحـار مع عذب الكلم وحلو النغم


    االشعر الشعبي بين الفكرة والأسلوب

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 96
    تاريخ التسجيل : 05/01/2010

    االشعر الشعبي بين الفكرة والأسلوب Empty االشعر الشعبي بين الفكرة والأسلوب

    مُساهمة  Admin الأحد يناير 10, 2010 2:48 am

    عندما يشعر الإنسان أنه ذواقٌ للشعر الشعبي ، فذاك يعني أنه إلتمس وتعرف على العديد من أساسات بناء الشعر الشعبي التي لاتخلوا من أربعة أعمدة ضرورية لبناء البيت الشعري الشعبي ومنها :


    ( الفكرة ــ الأسلوب ــ القافية ــ الوزن )


    وبالتالي يتوجب على من يحاول أن يلضم شعراً باللهجة العامية أو حتى أن يدخل فيه بعض الكلمات الفصحى أن يبني البيت وفقاً للأساسات أعلاه ، وهنالك بعض التعريفات والخصائص المهمة المتعلقة بالقصيدة الشعبية كما قلنا أنفاً وهي :

    1. الفكرة:

    وهي مايخطر على بال الشاعر مثل ( الوطن وحنينه إليه وحبه له ) فيعبر عنها من خلال قصيدة قد تكون شعور تجاه الوطن أو رجاءً أو حتى هاجس ما فالفكرة تنحصر إذاً في الوطن مثلاً ( حب الوطن ) ..

    2.الاسلوب:

    الأسلوب هي الطريقة التي يتميز بها شاعرٌ معين عن شاعر أخر فلكل شاعر اسلوبه تبعا لطريقة تفكيره وثقافته فتختلف تلك الاساليب وتتباين ألوان الشعر أو القصيدة حسب ذوق وفهم الشاعر وتحليله للفكرة من جوانب عدة ، وبالتالي تتفاوت القدرات ، وتكون هنالك حدود دنيا من الخصائص التي يتلون بها الأسلوب حتى يمكننا أن نقول أن هذا شعراً شعبياً ويصح لنا أن نضعه من ضمنه وأن يكون النص منتمياً الى فنون الشعر، فالكلمات التي يبنى بها البيت الشعري أو الشطر من البيت الواحد وتلك العبارات الجميلة والغنية ، والصور التي يحملها البيت والألفاظ والمعاني الملائمة تسهم في قوة الاسلوب وجماله ..

    ولايشترط أن يكون للشاعر تكلفاً بأن ينتهج اسلوب معين لغرض التفرد والأختلاف عن غيره ، بأن يحدوا حدو المغير للفكرة تغيراً جدرياً ، فلربما يؤدي هذا الاختلاف الى عملية جنوح نصوصه بعيدا عن الاساليب المتعارف عليها في قواعد واصول وبحور الشعر المعروفة .

    3.القافية:

    يعتمد الشعر عامةً على القافية ، نحن هنا نتناول جوانب الشعر الشعبي ، فإنه لابد للقصيدة الشعبية من وجود قافيتين في بيت الشعر الواحد إذا استثنينا بعض بحور الشعر مثل البحر الهلالي الذي لايشترط فيه الالتزام بقافية معينة في نهاية صدر البيت ، وماعدا ذلك فالقصيدة الشعبية ينبغي أن يتواجد ببيت الشعر الذي ينظمها قافيتين ، بحيثُ تكون قد بنيت على النحو التالي :

    1 - .............. شطر بيت ..............قافية
    2 - .............. شطر بيت ............... قافية

    و شطر البيت رقم (1) يطلق عليه ( صدر البيت ) ينتهي بقافية معينة

    و شطر البيت رقم (2) يطلق عليه ( عجز البيت ) ينتهي بقافية مختلفة ...

    ونعطي مثال هنا حيثُ نقول :

    وهذا المثال قد تناولته اللهجة الليبية واللهجة الخليجية على حد السواء

    انا عطيتك من هوى القلب مقدار ،،، يكفي لكل الناس لو تقسمينه

    فالقافية الأولى في شطر البيت الأول وردت ( مقدار ) حروف الألف و الراء
    والقافية الثانية في شطر البيت الثاني وردت ( تقسمينه ) حروف الياء والنون والهاء

    وعلى وزن ( مقدار ) تكون هنالك عدة كلمات تأتي على نفس القافية وعلى نفس الوزن ووقعه من السمع

    فنجد على وزن ( مقدار ) مثلاً :

    ( اختار ــ اطوار ــ اكثار ــ اصرار ــ انوار ــ ازهار ــ اقدار ــ ينهار ــ محتار ــ اسرار ــ أثمار ــ أنهار ــ يختار ــ اجدار ) .. الخ مايكون من كلمات من لغتنا الغنية بمثل ذاك .

    ونجد أن من المفردات التي يمكن أن نركب منها قافية الشطر الثاني على وزن ( تقسمينة ) مثال :

    ( حنينه ــ حزينه ــ رهينه ــ عينه ــ سنينه ــ كنينه ــ يعينه ــ عوينة ــ قرينه ــ بدينه ــ يشترينه ) الخ .

    ومما يضعف البيت الشعري الشعبي هو تكرار المفردات على نفس المعنى فمثلاً :

    إذا قلنا :

    يرحم بوي خلاني هواوي ،،، كيف النجم في كبد السماء

    فمن المستحسن أن لانكرر كلمة ( السماء ) في بيت أخر ونجعلها قافية ، ولامانع إن وجدت كلمة السماء في وسط بيت أو وسط شطر مالم تكن قافية له .

    ويمكن لنا أن نختار كلمات جميلة لتركيب القافية وهذه الكلمات نجدها بشكل كبير في أبيات الشعر الشعبي حيثُ تتداول مابين الشعراء في خلق قافية جميلة ، فمثل هذه الكلمات تتميز برقتها وعذوبة موسيقاها وجمالها مثل :

    * قافية ( ا ن ي ) :

    ( حناني ــ زماني ــ ثواني ــ غواني ــ سقاني ــ شفاني ــ زهاني ــ خذاني ــ براني ــ شراني ) .. الخ .

    * قافية ( ا ت ي) :

    ( رجاتي ــ دواتي ــ سواتي ــ ذاتي ــ حياتي ــ مماتي ــ خواتي ــ صلاتي ) ..الخ .

    * قافية ( ر هـ ) :

    ( سمره ــ عطره ــ عبره ــ شهره ــ مهرة ــ جهرة ــ بهرة ــ قهرة ــ سهرة ــ ظهره ــ يقره ) ..الخ .

    * قافية ( ا م ه ) :

    ( غرامه ــ سلامه ــ مقامه ــ ملامة ــ كلامه ــ علامة ــ تمامه ــ اقدامه ــ الطامه ــ اعمامه ) ..الخ .

    * قافية ( ا ع ه ) :

    ( قناعه ــ وداعه ــ اجتماعه ــ شعاعه ــ شفاعه ــ نفاعه ــ ساعه ــ اقلاعه ــ مقلاعه ــ براعه ــ سواعه ــ اكراعه ــ شراعه ــ قداعه ــ اولاعه ) .. الخ .


    فتلك القوافي كانت مثالاً على مايختاره الشعراء الشعبيين لسهولتها وجمالها وروعتها ففيها من البساطة الشيء الكثير رغم أنها تحمل معاني كبيرة وتحتوي على موسيقى جميلة وغنية من حيث السماع ، وكثيرا مانجد اغلب القصائد على هذه القوافي الجميلة ، والغالبية العظمى من الشعراء الشعبيين المبتدئين في نظم وقول الشعر يختارونها ويحملونها في أبياتهم الشعرية وقصائدهم .

    4.الــوزن :

    الوزن هو الموسيقى التي تحملها أبيات القصيدة وتستمر على وزنها من بداية لظمها إلى نهاية ختمها ، فيجب ان تكون ابيات القصيدة على وزن متطابق منذ البيت الاول إلى البيت الخاتم أو البيت الأخير ، وافضل طريقه هو ان يكتب الشاعر وهو يغني على لحن قصيدة معروفة ، بحيثُ يبدأ مشواره بقدرٍ من الجمال والموسيقى ، فجمال الشعر الشعبي في سماعه ، والسماع يجب أن يحمل موسيقى رائعة وغنية .

    وهنا سأعرض عليكم بعض الأبيات من عدد من القصائد الشعبية المختلفة وتحتوي كلاً منها على نوع مختلف من القافية والموسيقى والوزن :

    مثالٌ اول :

    يام العيون الحور .. نا بدوي وأنت من قضا الحضور .. بلاش م الغلا
    ياسمحة التهميدة .. متخالفين رانا من أسباب عديدة .. أنت من بنات رباة عيت احميدة
    ونا بدوي لا في ع البلاد اندور .. قضيت الطفولة في ظروف شديدة
    ولا في شبابي شفت يوم اسرور .. شقي من خطا ليام والتعقيدة

    نلاحظ هنا في هذه القصيدة إنها بدأت بقافية ( ور ) ثم عرجت على ( ل ا ) وأستمر الشاعر في وضع القافية بثبات على ( ي د ة ) إلى نهاية المعنى في البيتين الأولين .

    وبعدها أخذ الشاعر قافية ( و، ر ) كقافية للشطر الأول ــ وأخذ قافية ( ي د ة ) كقافية للشطر الثاني ، مما أضفى على القصيدة جمالٌ وروعة وحضور موسيقى كاملة بجمال مسمعها .

    وهذا مثالٌ أخر :

    الموت كل نفس تذوق جرعة كاسهـا *** مقربها على غفلة إن مايدرى بها
    ماينقطع قارن عيــــاط اجراسها *** من عند مطلع شمسها لمغيبهــا
    واوقات يدعس عالمــدن دعاسها *** ويهلك اعداد عديد ماو تسريبهـا

    ونجد هنا أن الشاعر إلتزم بكل ما يستلزم لأن يكون عليه الشعر الشعبي من فكرة وأسلوب وقافية ووزن وموسيقى وبالتالي ظهرت الأبيات بروعة في طرحها ونغماتها وسماعها .
    حيث نجده قد ألزم نفسه في الشطر الأول بقافية ( س هـ ا ) وفي الشطر الثاني بقافية ( ب هـ ا )
    ونلاحظ أن الجمال قد حضر في هذه القصيدة بحيث توحدت القافيتين في الشطرين بحرفين هما ( هـ ا )
    رغم أن الحرف الثالث من القافية جاء مختلف بحيث ورد في الشطر الأول ( س ) وي الشطر الثاني ( ب )
    فالقصيدة توحدت في قافية واحدة بحيث كانت من حرفين هما ( هـ ، ا ) وبالتالي ظهرت الموسيقى رائعة وجذابة ومسمعها متناغم جداً ..

    وهذا مثالٌ ثالث :
    نعرض فيه نوع من الشعر الظريف الرومانسي الذي يحتوي على الدعابة والسخرية ..

    حيثُ نجد :
    ولقد ذكرتك والجديان ترتعو ... والبراد على النار والكلاب تنبحو
    وقد أحضرت خبزة التنور ... وحكية التن أفتحو
    وطاح السعي في الزرع وهفهو... وجاء ابي مشمرا عن ساعديه وفيا يشطحو
    وجاءت أمي تصرخو سامحو المنجوه ... وخليه يربحو

    نجد هنا أن الشاعر إختلف إختلافاً كلياً عن من سبقه من الشعراء ، بحيثُ إتخذ من السخرية والهزلية مكاناً ثابتاً وأساساً لشعره ، وهو حقيقةٌ لايعدُ من الشعر الشعبي الذي يحتوي على ما ذكرناه من أساسات وأعمدة لبناء الشعر الشعبي والقصيدة الشعبية ، حيثُ نجده قد أختار حرف الواو وأحياناً علامة الضمة ، كي يكونان قافية لأبياته في كلا الشطرين من كل بيت في القصيدة ، وهذا تجاوز لايحمل معنى النظم أو شكله وإنما يحمل معنى للفكرة وربطها بكلمة هزلية وسخرية ممتعة للسامع ...

    فإن حاولنا كتابة الكلمات باللغة العربية الفصحى فسنجد الأتي :

    ترتعو ،،،، المفروض تكتب ترتعُ أي بحذف حرف الواو ووضع الضمة على حرف العين .
    وكذا نجد ذلك في كلمات :
    تنبحو ،،،، تنبحُ
    افتحو ،،،، افتحُ
    يشطحو ،،، يشطحُ
    يربحو ،،،، يربحُ

    إذا قد قصد الشاعر هنا من تلك الكلمات :

    الجديان ،،، هي ولد الماعز ومفردها جدي

    البراد ،،، يقصد الشاعر منه الإناء الذي يطهى فيه الشاي
    حكية ،،،، هي علبة التونة
    السعي ،،، قصد منها الشاعر الغنم الذي يرتع
    يشطحو ،،، أي والده يعاتبه بصوت مرتفع
    المنجوه ،،، الصبي الذي لايسمع الكلمة والذي يفسد الأمر

    وهكذا نجد أن للشعر الشعبي أبواباً عدة ومناهج مختلفة من حيثُ التعبير وصقل الكلمة والوزن والفكرة والموسيقى ، فكل شاعر نجده ملتزماً بنوعٍ من أنواع القول قد لازمه ، وقليلاً ما نجده يغادر هذا المسلك ويحاول نظم أبياتٍ مغايرة لما عرف عنه .

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس مارس 28, 2024 6:44 am