رابطة محبي الشاعر الكبير / عبدالله منصور



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

رابطة محبي الشاعر الكبير / عبدالله منصور

رابطة محبي الشاعر الكبير / عبدالله منصور

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
رابطة محبي الشاعر الكبير / عبدالله منصور

أبحـار مع عذب الكلم وحلو النغم


    حكاية الجلسة

    avatar
    Admin
    Admin


    عدد المساهمات : 96
    تاريخ التسجيل : 05/01/2010

    حكاية الجلسة Empty حكاية الجلسة

    مُساهمة  Admin الثلاثاء يناير 05, 2010 3:15 am

    حكايـة الجلســــة :ـ


    أساس فكرة «جلسة» هو كيف نجمع أشكالا وألوانا شعرية وموسيقية مختلفة تلتقي في محور الانبثاق من ذاكرة الأرض والانسان ومن عبق الموروث وأصالة الثقافة الشعبية في مختلف أرجاء الجماهيرية العظمى.. ومن هنا انطلقنا في ورشة عمل نشطة.. يشارك فيها الملحن والموزع والمؤدي والمخرج ومصمم الديكوروالأزياء والاضاءة وغيرهم.
    فالأغنية كائن حي يحتاج إلى نسب ويتغذى من الجذور ومن يستمع إلى أغاني «جلسة» يلاحظ أن كل أغنية من اغنياتها إنما تنبعث من ومضة أو لمحة أصيلة لها علاقة بالتراث وبنبض الناس وبخصوصيات الايقاعات والانغام الليبية، سواء تلك المرتبطة بالصحراء أو بالبحر أو بالجبال أو بالسهول، بالشمال وبالجنوب وبالشرق والغرب والوسط.
    فمنوعة «جلسة» امتداد لتجربة انطلقت منذ 30 عاما بالأغاني الفردية، ثم تطورت فلسفتها مع الأعمال الضخمة مثل «الواحة» و«النجع» و«سيرة أولاد هلال» والتي تطرقنا فيها إلى جوانب من العادات والتقاليد الأصيلة وإلى عناوين مهمة من الذاكرة الشعبية، ثم جاء مشروع «جلسة» متجاوبا مع نفس الأهداف ولكن برؤية مستحدثة تهتم بأبعاد الصورة وبجمالية الاطار التقني وبتنوع الأغراض في الكلمة حيث تتراوح المضامين بين العاطفي والوطني والصوفي والوصفي والاجتماعي، كما أن تنوع ينابيع الألحان اعطى للأغاني طقوسا وأجواء موسيقية ثرية ومتعددة الألوان.
    ولأول مرة جاءت منوعة موسيقية ليبية متكاملة من حيث الشكل والمضمون ومن حيث تعدد المواضيع والايقاعات والأصوات ومن حيث تطور تقنيات الاخراج والصورة والاطار المكاني، وهذا ما أدركه المشاهدون عندما شاهدوا في العام الماضي حلقات «جلسة» مصورة في المناطق الأثرية والتاريخية بالجماهيرية العظمى مثل مسرح صبراته الروماني، في مزيج حضاري رائق مزج عبق النغم مع ألق العمران للتأكيد على عظمة وتفرّد الموروث الثقافي لليبيا.
    فلا يمكن فصل الموسيقى والكلمات عن ايقاع الحياة وعن خصوصية المكان، لذلك سعينا إلى تطويع المواقع للتدليل على أمر جوهري وهو أن لا انفصال بين بنية الألحان وبنية العمران وعلى أن الموروث الذي نحتضنه اليوم ونشم عبقه وأريجه ونحتفي بخصوصياته هو نتاج الحِقب المتلاحقة التي أخذت من المكان سرّه ومناخه وطقوسه، وتلك هي ليبيا في تنوّعها وتعدد ينابيعها الثقافية، حيث للجنوب ما يتنافذ مع رياح غير الرياح التي يتنافذ معها الشمال، وحيث للشرق خصوصيات غير خصوصيات الغرب.. وحيث لكل مدينة وقرية وريف وبادية روحية متميزة تساهم في تشكيل فسيفساء العبقرية الليبية.
    فالشاعر يقوم بدوره في نسج الرؤية وتحديد الصورة واختيار الموضوع وكتابة الكلمة وانتقاء المفردة حسب الاطار العام للوزن والايقاع وموسيقى النص من الداخل والملحن هو من يبتكر الكساء الموسيقي ومن يبدع اللحن ومن يحوّل الكلمات إلى نغم، والقصيدة إلى أغنية، أما الصوت فهو المؤتمن أولا وأخيرا على تبليغ المعنى والمغنى وايصال الكلمة واللحن إلى المتلقي لذلك لابد أن يكون متمكنا من دوره، واعيا برسالته، ممتلكا لأدواته، منسجما مع روحية العمل الذي يؤديه.
    وعلى هذا الأساس نختار الأصوات التي نتعامل معها في «جلسة».
    هناك أصوات مبتدئة ولكنها مقنعة وأصوات مجهولة رغم أنها قوية وذات طاقات تعبيرية خطيرة، كما أن هناك أصواتا معروفة ولها رصيد ضخم من النجومية وهي عاجزة في الأصل عن أداء العمل الفني بالشكل السليم.
    ونحن في «جلسة» نبحث عن الصوت المقنع والقادر على أداء اللون الليبي والمتمكن من أدواته حتى وإن لم يكن معروفا بل إن الصوت غير المعروف قد يكون أكثر ليونة في الانطلاق نحو النجاح والشهرة بسبب تحرره من قيود رصيده السابق.
    «جلسة» ومثلما تعددت أصواتها الشادية تعدد ملحنوها حيث شاركت فيها نخبة من صانعي النغم الليبي مثل ناصف محمود، محمد حسن، ابراهيم فهمي، رمضان كازوز، شريف محمد وغيرهم.. وهو ما يعني كثافة الألوان الموسيقية حيث لكل ملحن مدرسته وتجربته وخصوصيته ورؤيته وخلفيته التي ينهل منها.

    _ منقــول _
    للشــاعر كلمـــة ..

    الثورة في ليبيا شملت كل المجالات والميادين بما في ذلك الأغنية، والأغنية هي مرآة العصر وعاكسة خصوصيات المرحلة، ومؤرخة اللحظة، ومن هذا المنطلق نريد لها ان تكون جديدة في غير قطيعة مع الأصيل، وأصيلة في غير تقاطع مع الجديد، نريد لها أن تكون عنوان ابداع في عصر الابداع، وعنوان أصالة في وطن الأصالة، كما نعمل على أن يرى فيها المتلقي العربي روحا جديدة وحالة فنية مختلفة عن السائد والمألوف.. ولأن ليبيا تستعد هذه الأيام للاحتفال بالعيد الاربعين لثورة الفاتح العظيم، سنقدم مع اطلالة العام الحادي والاربعين سلسلة جديدة من «الجلسة» في حب الوطن والأرض وفي عشق الحياة وفي لقاء المشاعر ورقي الأحاسيس.
    عبدالله منصور

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة أبريل 26, 2024 3:50 am